كشفت شركة "جوجل" المالكة لمحرك البحث الإلكتروني على شبكة الإنترنت نيتها بناء شراكة تقنية مع مجموعة من العلماء يعدون لبناء تلسكوب مسحي عملاق لدراسة الفضاء، بشكل يؤمن لمتصفحي الشبكة استخدام هذا التلسكوب لمشاهدة صور مباشرة للكواكب والنجوم والمجرات.
و أبدى مدير مشروع "تلسكوب المسح الاستطلاعي الشامل" الدكتور دونالد سويني حماسه الشديد للفكرة، آملاً أن تضمن الشركة نافذة خاصة للجمهور للاطلاع على هذا المشروع العالمي الرائد.
كما أبدى مهندسو التلسكوب رغبة أكيدة في توطيد أواصر الشراكة مع الشركة، لافتين إلى الدور التقني الكبير الذي قد تلعبه عبر المساهمة بربط المشروع بسائر مراكز البحث العلمي العالمية.
يذكر أن هذا التلسكوب، الذي يبلغ قطر عدسته 8.4 أمتار، سيبدأ العمل فعلياً عام 2013، من على قمة أحد أعلى جبال تشيلي وقد صمم خصيصاً لـ "مسح" الفضاء عبر التركيز على نقطة معينة لمدة 15 ثانية، قبل الانتقال إلى أخرى، بشكل يضمن له تغطية مجمل قبة السماء كل 3 ليال.
ويعقد العلماء آمالاً عريضة على هذا التلسكوب لرصد المذنبات القريبة من الأرض، كما لرؤية الانفجاريات النجمية البعيدة، على أن الدور الأبرز الذي سيناط به، سيكون دراسة ما يعرف بـ "الطاقة السوداء" التي يعتقد أنها مسؤولة عن تزخيم توسع الكون.
ومن المرجح أن تساهم خطوة "جوجل" في جذب الانتباه نحو هذا المشروع الرائد عالمياً، والمساهمة في تغطية الكلفة المالية الهائلة اللازمة لبنائه، والتي تتجاوز 350 مليون دولار، وفقاً لوكالة "الأسوشيتد برس" للأنباء.
وكانت بعض الدعوات قد حضت على الموافقة على عرض "جوجل" بغية جعل المشروع "تلسكوب للشعب"، مطالبة بالاستفادة من تجربة تلسكوب "هابل" الذي جذب انتباه مئات الملايين من الناس حول العالم، بعدما عرضت الصور الأولى التي أرسلها من الفضاء.
ومن المنتظر أن تؤكد الشركة عرضها بشكل نهائي في الأيام المقبلة، بعدما يستوفي المعنيون فيها دراسة الجدوى الاقتصادية الممكنة للمشروع، علماً أن الشركة لن تساهم في تمويل بناء التلسكوب بشكل مباشر.
وعلق الناطق باسم شركة البرمجيات العملاقة على هذا الموضوع بالقول: "لا أعتقد أننا دخلنا هذه الشراكة دون أن نعرف كم ستكسبنا مساهمتنا من أموال."
و تقدم "جوجل" حالياً على موقعها خدمة الخرائط المفصلة للأرض والقمر والمريخ، وستكون معطيات التلسكوب الجديد، إضافة نوعية لها. في حين ستساهم الشركة في تحليل معطيات التلسكوب الهائلة، التي تتجاوز 30 تيرابت في الليلة الواحدة.